Navigation

رسالتي إليك حتى لا تفقد نفسك وسط هذا المجتمع الغريب

مجتمعنا هذا يحتوي على الكثير من الأفعال اللاإنسانية, الحقد, الظلم, التجريح, غياب العدل, الأشياء المقدسة يتم دعسها, والإله يتم فهمه بشكل خاطئ, الأصدقاء ليسوا أصدقاء, والأقارب أشد قسوة من الأعداء, سوف يتراء لك بأن جميع المشاعر صارت باردة, شاحبة, مظلمة, مملة, قبيحة وشديدة البؤس, لكن إن صدقت كل هذا فستنتزع روحك من داخلك وستتركها ورائك وحينها سوف تنظر في المرآة لتجد بأنك قد أصبحت شخصا سيئا
رسالتي إليك حتى لا تفقد نفسك وسط هذا المجتمع الغريب

إلى كل شخص يقرأ هذا, هذه رسالة إليك.. 

أنا لا أعلم تحديدا من أنت, وليس لدي أي معرفة بالأحداث التي مرت عليك, لكنني أعرف بشكل مسبق بأنك جزء من المجتمع الذي أعيش فيه. 

إن جلست مع نفسك وفكرت في جميع الأحداث التي عشتها والأفكار التي كنت تطمح إليها, فلربما ستسأل نفسك لماذا كل دعواتك لم يستجب لها, إن تمعنت قليلا في الواقع وغصت فيه, وإن قارنت حياتك بحياة الآخرين فستحس بأنك شخص مظلوم ومحروم, ستصبح كئيبا ولربما سوف تجن, لكن عليك أن لا تفعل كل هذا, حزنك ألمك وحسرتك وغيرها من الأحاسيس التي تعتريك لن تغير شيئا وبدل هذا ستأكل هذه الأحاسيس وقتك وستستنزف طاقتك. 

مجتمعنا هذا يحتوي على الكثير من الأفعال اللاإنسانية, الحقد, الظلم, التجريح, غياب العدل, الأشياء المقدسة يتم دعسها, والإله يتم فهمه بشكل خاطئ, الأصدقاء ليسوا أصدقاء, والأقارب أشد قسوة من الأعداء, سوف يتراء لك بأن جميع المشاعر صارت باردة, شاحبة, مظلمة, مملة, قبيحة وشديدة البؤس, لكن إن صدقت كل هذا فستنتزع روحك من داخلك وستتركها ورائك وحينها سوف تنظر في المرآة لتجد بأنك قد أصبحت شخصا مختلفا وسيئا. 

الحل هو أن تستعمل بعض الأفكار كمخدرات, لا يجب عليك أن تدخن سيجارة أو تتناول حبوبا ومهلوسات لتتجاوز كل هذا, فلتتناول الأفكار على أساس مخدرات, إن استمريت في التذمر من العوائق التي تحيط بك وان استمريت في سؤال الله حول كل هذه الأمور السيئة التي تطالك فستتعب وتهزم ولن تمتلك الطاقة للاستمرار, إما أن تجن, أو تصبح مريضا نفسيا, أو أن تتخلى عن أهدافك ومبادئك وبالتالي تفقد نفسك, سوف تستيقظ في الغد لتجد بأنك لم تصبح أنت.. 

لكن أين ستجد تلك الأفكار التي يمكنها أن تخمد كل هذا؟ 

هذه الأفكار يجب أن تصنعها أنت, بدل أن تصدق كل ما يحدث فلتقم بتحريف كل هذا, إذا كان الموت سينهي كل ما تعيشه فيجب أن تصدق بأن هناك يوما سيأتي لينهي كل هذا, جميع الأشخاص الذي يمارسون كل هذه الأفعال اللاإنسانية فلتعتبرهم ضحايا لشيء ما سواء كان هذا الشيء هو الجهل أو كانت طمعا أو كانت لسبب من أسباب هذه الحياة, جميع التصرفات وجميع الأحداث عليك أن تعتبرها شيئا عاديا, كشربك للماء وتناولك للغداء, إن كنت تؤمن حقا بوجود الله فعليك أن لا تشكك بما يقوم به الله, عليك أن تعتبر بأن عقلك البسيط هذا لا يمكنه التدخل في عمل الله لأن الله أعظم بكثير من أن يتم فهمه بهذا العقل البسيط, إن محاولة فهم ما يقوم به الله هو حقيقة إجحاف في حق الله. 

هناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون بأننا مختلون عندما نتحدث عن الله, لكن ألا يعتقد هؤلاء أنهم يقيدوننا بشكل خاطئ ,لقد مررت بتجربة مع الموت قادتني لمعرفة عظمة الله, لقد التقيت بالموت حقيقة لكنني لم أعرفه ولم أفهمه ولم أستطع حتى إدراك بأن ما وقع لي كان عبارة عن حادثة موت, يبدو بأن الموت شيء عظيم حقا شيء فخم على الفهم, بسبب هذه التجربة الواقعية ولأن الموت هو شيء بسيط مقارنة بالله أحسست بأن الله أعظم بكثير من أن يتم فهمه بهذا العقل البسيط, أحسست بأن محاولة فهم ما يقوم به الله هو حقيقة أكبر جرم يمكن اقترافه. 

لا تتحول إلى شرير لأن الجميع ظلموك ولأن الجميع خانوك وضربوك وقتلوك, لأنك وببساطة سوف تفقد نفسك وستشارك في الدائرة التي يتواجد فيها نفس الأشخاص الذين تخال بأنهم سيئون, الأشخاص الذين لا يملكون الإنسانية بداخلهم, وعندما تغيب الإنسانية عن روحك سوف تصبح باردا ومظلما من الداخل, سوف تصبح شخصا يمكنه قتل الأطفال وإيذاء الضعفاء ستصبح شخصا يمكنه أن يقتل حتى نفسه. 

قد يقول الكثيرون بأن الكلام الذي قلته غريب, وبانه شيء قد يجعل الشخص ضعيفا في هذا المجتمع القاسي, لكن يمكنك التفكير مليا في كل حرف كتبته هنا, هل تريد أن تكون أنت ! أو أن تصبح شخصا بلا مبادئ وبلا مشاعر, هل تريد أن تصبح هكذا؟ لأنك إن اتبعت هذا المجتمع فسيجعلك كذلك. إن كان هنالك حل آخر فأرجوا أن تخبرني به !
مشاركة

أضف تعليق:

6 comments:

  1. شكرا لك أبدعت حقا

    ردحذف
  2. هل تريد أن تكون أنت! أو أن تصبح بلا مبادئ وبلا مشاعر؟
    في العيش وسط هذا المجتمع القاسي وبعض الأمور الأخرى التي لا أرغب في ذكرها... أضن انني لا أريد أن أكون أنا ولا أريد أن أكون بلا مبادئ، فقط أنا أريد أن أكون بلا مشاعر لسبب وجيه

    ردحذف
  3. عندما اصبحت بلا مشاعر اكتشفت بانني صرت وحشا، لذلك قمت باستعادة مشاعري من اجل من حولي، الآخرون اتعامل معهم بالعقل بعيدا عن المشاعر

    ردحذف
    الردود
    1. تقول أنك استعدت مشاعرك من أجل من حولك لكن الكثير لن يقدر ماتقوم به... هل أنا على الخطأ ؟
      كما أن معظم أفراد مجتمعنا وحوش ولبرما الوحوش أرحم منهم، وفي المقابل البعض الأخر يعاني من صعوبة التأقلم مع ذلك وقد تجد من يفكر في سلب روحه من جسده!

      حذف
    2. لايهم الكثرة لأنه بالنسبة لي الأشخاص الذين سيبقون معي حقا هم أشخاص قليلون, بالنسبة إلى جملة "الكثير لن يقدر ماتقوم به" أمي تفعل وأخي أيضا وصديق أو إثنين وهذا شيء كاف, بالنسبة لكلامك الباقي أنا أقنع عقلي بأن أفراد مجتمعنا ضحايا لكي لا أصبح من النوع الثاني الذي ذكرته وأصل لمرحلة التفكير في سلب روحي من جسدي

      حذف
  4. فلسفتك الشخصية هذه تدعو الى التفكير والتأمل حقا المشاعر السلبية التي تعترينا تفقدنا الوعي بذواتناو تتركنا في فراغ لكن اقناع النفس ببعض الاعتقادات و الايمان بالأمورو صنع الافكارتتطلب شجاعة من اين لنا بها و نحن غارقون في هذه المشاعر بما فيها المخاوف :')

    ردحذف