اليوم أصبح الأمر حقيقيا أكثر من اللازم!
قبل هذا كان الأمر نفسه موجودا لكن بصورة مختلفة, صورة مجردة من الجدية!
كانت كلمة ماذا بعد الآن لا تعني شيئا, كان كل مايهم هو اللحظة التي بين يديك واللحظة التي بعدها مفقودة من الحسبان... أما الآن فالأمر يتحول إلى حقيقة حيث يصبح الإنسان كالحيوان حين يجوع, فيتم ركلك في أول فرصة إن كنت في الطريق معيقا !
أعتقد أحيانا بأن الإنسانية مجرد مصطلح تم وضعه كي يجد مصطلح الوحشية ضدا له في اللغة, حين تنظر حقيقة ستجد بأن الشر الذي يحدث في هذا العالم قد سبق الخير بمراحل!
الحقيقة عبر عصور التاريخ واحدة, و هي أن جانبنا السيء يطغى علينا, لهذا سيذهب الغالبية منا للإحتراق في جهنم حتى ينال جزاء تفضيله الشر على الخير.
مساعدة جارك لك لأنه فقط يحتاجك في الأسبوع القادم, أو مكالمة صديقك الذي لم يتصل بك منذ العصر الجليدي والذي يبدأ بالسؤال عليك ثم ينهيها بأنه يحتاج مصلحة منك, هذا الشخص هو نفسه الذي يقول لك بأنه ليس شخصا أنانيا, الأشخاص الذين تعرفهم والذين يبدأون بالسؤال عليك وعلى حياتك ليس إهتماما بك بل مرض لديهم للإشتغال بحياة الآخرين ولربما تدميرها, الأشخاص الذين يعرفونك لكنهم يدعون بأنهم لا يعرفونك عندما تصادفهم, الأشخاص الجديون أكثر من اللازم الشحيحون بالإبتسامة, الأشخاص الذين يسعون ليكونوا نسخا وليربوا أبناء نسخا مثلهم, الأشخاص الذين لا يستعملون عقلهم كثيرا, الذين يرضخون للمألوف ويمنعون أنفسهم من التفكير في المختلف, الأشخاص الذين إن تم وضعهم في جزيرة ولم يتم تعليمهم كيف يصطادون سمكة فسيفضلون الموت على أن يستخدوا دماغهم لإيجاد حلول, الأشخاص الذين لا يفكرون بكلماتهم الجارحة ولا بنتائج أفعالهم الدنيئة, بائع الحي الذي يراك نقودا, بائع الملابس الذي يراك نقودا, في الحافلة و سيارة الأجرى, المحلات التجارية وفي كل مكان أنت مال ولست إنسانا, السوء لن ينتهي إن ذكرناه ويمكنك أن تعده في نهارك وتقارنه بالخير الذي وجدته!
.
في الحقيقة كل ما ذكرته وما لم أذكره لا يعني شيئا, إنه نقطة في بحر شخص قوي, ولربما كل تلك الجمل هي مجرد مجموعة من الحقائق والجملة الإخبارية التي لربما تعرفها, لكنك لا تعرف مالذي يأتي بعدها, حقيقة إهتمامك بمثل هذه الأمور تعني بأنك شخص لم يتعلم من الحياة جيدا, كل شخص يملك حياة ليعيشها, البعض يختار الخير والبعض الآخر يختار الشر, البعض يملك صبرا قليلا والبعض الآخر جبل ثابت لا يتزحزح, البعض قد يربي جيلا بأكمله والبعض الآخر قد يهدم أجيالا, يمكنك نصح الآخرين لكن يجب أن تعلم بأن خزانا مثقوبا لن يكون مستعدا لإستقبال الماء, أما قراءة الكتب فلا تعني بأنك مثقف فالكثير يقرأ الكتب لكنه لا يعرف حتى آداب عدم رمي الأوساخ أو آداب الحوار....
أضف تعليق:
0 comments: