Navigation

أرواحنا تموت كل شهر عديد المرات

نحن نربي جسدا ونطعمه كل يوم، بينما الروح جالسة في جوف الراعي بدون أن يرعاها، لأننا لانغذيها فأرواحنا ياساده تموت كل شهر عديد المرات

 

أرواحنا تموت كل شهر عديد المرات

الحياة تصنع تاريخا نغرق في تفاصيله ونعلق فيها حتى بعد أن ننهيها،  لطالما كان البؤس ملازما للسطح،  حيث توهمك الحياة بالحياة، فتوفر ظروف العيش حتى توهمك بالعيش.


نحن نربي جسدا ونطعمه كل يوم،  بينما الروح جالسة في جوف الراعي بدون أن يرعاها، لأننا لانغذيها فأرواحنا ياساده تموت كل شهر عديد المرات،  يحييها الإله ليعطينا فرصة أخرى وينتظر منا أن نكون أكثر رفقا بأمانته، لكننا نعود لنقتلها كما عديد المرات. 


الوصول للروح ليس سهلا،  إنه لايشبه حمل ملعقة ثم إيصالها إلى فمك وترك الباقي لجسدك حتى يغذي نفسه بنفسه،  الأمر لايشبه هذا إطلاقا!  الروح شيء ثمين يجب أن تحفر عنه لتجده،  وقد تقضي معضم حياتك في الحفر بدون أن تجد شيئا، الأرواح كما البطاريات لها طاقة قد تنفذ منك في ربع الطريق أو منتصفه، يستطيع البعض شحن أرواحهم لكن الأغلبية لاتستطيع ذلك،  لهذا تكمل الكثير من الأجساد طريقها بأرواح ميتة،  الأرواح الميتة تبقى في الأجساد الحية حتى يكون دليل التهميش حاضرا، ومتى ما مات الجسد وجب تعليم صاحبه بأن موت الأجساد ماهو إلا مغادرة للأرواح.


نحن نواجه مخاوف الموت كل يوم،  بينما في الحقيقة نحن نموت كل شهر عديد المرات،  تؤرقني الأفكار لدرجة لايمكن تصورها،  القدرة على تحليل الأمور والوصول للحقائق بكل سهولة يجعلني شخصا مُدَمَرًا لأن معظم الحقائق في هذا العالم محزنة،  أنا حقا غير مفهوم بالنسبة لي فما بالك لغيري،  أحب تشفير الكلمات حتى أضمن بأنها ستصل فقط لمن يستحقها، آتي بها من العمق وأرسلها للعمق، الأشياء الثمينة تستلزم صبرا ومجهودا وكما قلت يجب أن تحفر للوصول إليها.

مشاركة
التالي
هذا هو أحدث موضوع
السابق
رسالة أقدم

أضف تعليق:

0 comments: