Navigation

مصلحتهم أولا.. تجربة أحد الأشخاص مع موظفين في شركة

اليوم تحديدا وجدت هذه القصة التي تعبر حقيقة عن شيء يحدث في واقعنا, هذه القصة حدثت في شركة عربية لكن العبرة منها غير محصورة بمكانها لأن الشيء الذي تحمله القصة يحدث في كل مكان, في الشارع وفي المدرسة في الجامعات وفي العمل وفي كل مكان, لهذا قمت بنقل القصة إلى مدونتي لعل أحدهم واجه نفس المشكل أو أنه سيواجه مثله, أريد التذكير بأن القصة منقولة للإفادة
ممصلحتهم أولا.. تجربة أحد الأشخاص مع موظفين في شركة


اليوم تحديدا وجدت هذه القصة التي تعبر حقيقة عن شيء يحدث في واقعنا, هذه القصة حدثت في شركة عربية لكن العبرة منها غير محصورة بمكانها لأن الشيء الذي تحمله القصة يحدث في كل مكان, في الشارع وفي المدرسة في الجامعات وفي العمل وفي كل مكان, لهذا قمت بنقل القصة إلى مدونتي لعل أحدهم واجه نفس المشكل أو أنه سيواجه مثله, أريد التذكير بأن القصة منقولة للإفادة.

يقول أحدهم

" أدركت متأخرًا أن أغلب الموظفين في عالمنا العربي لا يهتمون إلا لمصالحهم وإنجازاتهم الشخصية حتى لو تفانوا في أعمالهم فإنهم على الأغلب يفعلون ذلك ليترقوأ في المنشأة لا ليرتقوا بها.

قبل نحو شهر من الآن وفي أثناء عملية التدقيق الخارجي الخاص بشهادة الأيزو ,قام المدقق بتسجيل بعض حالات عدم المطابقة (نعني بها في مجال التدقيق عدم قيام المنشأة بتنفيذ بعض متطلبات نظام إدارة الجودة أو عدم إمكانية المنشأة على تقديم دليل ملموس يبين التزامها بهذا المتطلبات ) يتم عادة منحنا مدة شهر بعد عملية التدقيق لإقفال جميع حالات عدم المطابقة وإلا سحبت الشهادة منها , ولكني فوجئت بمديري المباشر يطلب مني في آخر أيام التدقيق العمل على إحدى حالات عدم المطابقة حيث أنه يريد إقفالها والانتهاء منها وتقديم العمل للمدقق حتى لا يقوم بتسجيل حالة عدم المطابقة رسميًا في تقرير التدقيق - وهذا العمل بحد ذاته لا شيء فيه - ولكننا لسنا مطالبين بذلك فلدينا شهر كامل للعمل على هذه النقاط وغيرها ولكنه أصر علي بل توسل إلي مكررًا : "أبوس إيدك اعملها ,أبوس إيدك اعملها " ! وما ذلك لشيء إلا لأنه أراد أن يظهر أمام مديره بأن إدارته لا توجد عليها أي ملاحظات ! فاضطررت تحت إلحاحه وتوسله إلى إنجاز عمل يتطلب يومًا كاملًا على الأقل في أقل من ساعة ! وبينما أنا منهمك في هذا العمل إذ بآخر يحضر إلى مكتبي ويسألني مساعدته هو الآخر في إقفال بعض الملاحظات التي سجلت على إدارته حتى يسلم هو الآخر من توبيخ المدير أو اتهامه بالتقصير!

أدركت يومها أن الكل منشغل في البحث عن مصلحته الشخصية دون اعتبار للآخرين ! وتذكرت بعض عملاء شركتنا الذين يحضرون في آخر دقائق الدوام ويطالبونك بإنجاز العمل لهم في شركة لا تمنح موظفيها "خارج دوام" وتذكرت توسلات أولئك العملاء وهم يطالبوننا بالبقاء وقتًا إضافيًا بعد انتهاء الدوام الرسمي لننجز لهم العمل ليعودوا هم إلى مدرائهم مستبشرين متغطرسين بإنجازهم ,تفكرت في ذلك فوجدت أن الشركة تربح المال مقابل العمل الذي أنجزناه , والعميل نال ثناء مديره أو نجى من تقريعه بتمكنه من إجبارنا على إتمام العمل رغم انتهاء الدوام, واكتشفت أني الخاسر الوحيد في هذه المعادلة , وتساءلت : لماذا لا أسعى أنا أيضًا لمصحلتي الشخصية كما يسعى مديري لتحسين صورته أمام الإدارة , وكما يسعى مندوبوا عملائنا للنجاة من تقريع رؤسائهم .

تفكرت في حال الشركة التي أعمل لديها فوجدت أن الموظف هو آخر الاهتمامات -إن كانوا يهتمون به أصلًا !- فعلام أضغط على نفسي لعمل شيء لست مطالبًا به أصلا ؟ ولماذا أقدم مصلحة الآخرين على مصلحتي ؟, لا أعني بذلك أن أكون أنانيًا ولكن في المقابل لن أسمح للآخرين بأن يمارسوا معي أنانيتهم !

قد يقول قائل أنك إن لم تعمل بكامل جهدك وفوق طاقتك فلن تبرز وتتميز , أرد وأقول إن مدة ثمان ساعات في اليوم لستة أيام في الأسبوع لهي أكثر من كافية لتبرز كل قدراتك ووتميز على الآخرين إن أحسنت أداء عملك وإدارة وقتك واستغلال قدراتك."

ختامًا, إن تقديم المصلحة الشخصية لا يعني التقصير والتهاون بل أنجز عملك المطلوب منك بكل ما تستطيعه من جودة وإتقان وفي نفس الوقت لا تسمح لأحد باستغلالك لتحقيق مصلحته الشخصية.

قصة حقيقية منقولة للإفادة
مشاركة

أضف تعليق: