Navigation

عندما تسمع صوتا سلبيا داخل رأسك تذكر هذا

عندما كنا أطفالاً ، كنا نتعرض في كل مرة للأذى بسبب الكلمات السلبية التي ألقيت علينا، الآن وكبالغين نسمع باستمرار أصواتاً في رؤوسنا تم زرعها من قبل الآخرين - والدينا وأقاربنا وأصدقاؤنا ومعلميننا وما إلى ذلك -
عندما تسمع صوتا سلبيا داخل رأسك تذكر هذا


عندما كنا أطفالاً ، كنا نتعرض في كل مرة للأذى بسبب الكلمات السلبية التي ألقيت علينا، الآن وكبالغين نسمع باستمرار أصواتاً في رؤوسنا تم زرعها من قبل الآخرين - والدينا وأقاربنا وأصدقائنا ومعلميننا وما إلى ذلك - نعتقد بشدة أنها حقيقية وتخصنا نحن. أصوات تخبرنا أننا غير مناسبين و غير مهمين، أننا لا نستحق المحبة، وأننا لا نستحق أن نعيش.



الأطفال حساسون جدا ويستوعبون كل ما يأتي من بيئتهم هم أشبه بالإسفنج ، لذلك من الطبيعي أن الكلمات التي يسمعونها يمكن أن تؤثر بشكل عميق على نفسيتهم، وهذه الكلمات عادة ما تبقى معهم لسنوات مما يتسبب لهم بمعاناة هائلة ، وأحيانا قد تبقى حتى سن الشيخوخة.


في مجتمعنا نسمع الكثير من الشتائم لدرجة أن هذه الشتائم جعلت البعض معقدين وأصابتهم بأمراض نفسية، فمثلا تجد أبا ينعت إبنه بالفاشل ويوبخه طوال اليوم وكأنه يكرهه حتى يصيبه بعقدة نفسية ويصدق بأنه فاشل حقا، تجد أشخاصا يسخرون من صديقهم السمين كل يوم حتى يكره جسمه ويصاب برهاب الخروج من المنزل، تجد معلما يسب تلميذه ويضربه لأسباب تافهة حتى يكره المدرسة والتعليم ويفضل الشارع، تجد صديقا ينعت صديقه بالحمار والغبي طوال الوقت حتى يصدق فعلا بأنه غبي ولا ينفع لفعل أي شيء فيفشل بقية حياته، تجد أما تسب إبنها وأختا تسب أختها أو أخاها والعكس، أبا ينعت إبنه بصفات سلبية وكذالك معلما وتلميذه، كل هاته الأصوات السلبية يمكن أن تحطم شخصا وتجعله هشيما تذروه الرياح.

في غالب الأحيان تستمر هذه الأصوات في تكرار نفسها لدرجة أنها قد برمجتنا للإعتقاد بأن ما يقولونه صحيح بالفعل. إذا كنت تسمع هذه الأصوات بنفسك ، أود أن أقول لك بأن ما يقولونه هو هراء مطلق، أنت تمامًا مثل أي شخص آخر في هذا العالم ، ذكي وتتمتع بجمال فريد من نوعه، ولكن تم قمع جمالك وذكائك ومحبتك لفترة طويلة حتى أنها قد تبدو لك وكأنها لم تخلق فيك.

إذا كنت تشعر بعدم الراحة فثق بي ، لقد جربت هذا وكان شيئا مؤلما لسنوات، وأنا أعلم تماما أن هذا الأمر يمتص طاقتك ويأكل دماغك وتحس بأن أيامك تذهب هباء بسبب هاته الأصوات السلبية. لكن أنا أعرف أيضًا أن هناك طريقة للخروج من كل هذا لأن المنطقي أن لا تستمر في هذا الهراء طويلا، حسنًا لا أنوي تحويل هذا إلى مقال عن كيفية المساعدة الذاتية ، ولكنني سأشير فقط إلى أشياء بسيطة مثل التأمل ، والاهتمام باحتياجاتك العاطفية ، وقبول مشاعرك والتعبير عنها ، ومتابعة حياتك الحقيقية وتكوين العلاقات مع أناس يشاركونك نفس الأفكار، يمكن أن تفعل العجائب لمساعدتك على إسكات الأصوات السلبية في رأسك وخلق المساحة الداخلية اللازمة لإعادة الاتصال مع الذات الحقيقية الخاصة بك.

هدفي هنا هو ببساطة أن أذكركم بأنكم بشر مثلكم مثل بني جنسكم ، نحن لسنا مثاليين ولم نخلق أنفسنا بأنفسنا لهذا قد لايحبب البعض شكلنا وقد لايحبب البعض أفكارنا، قد يكرهوننا في لحظة غضب ويشتموننا بأبشع الصفات، فتتوغل هذه الصفات في عقولنا كالسم في الجسد ، لكن فكر جيدا العمل الشاق دائما ما يتفوق على الموهبة النائمة، لاتسمح لهذه الأصوات السلبية بأن تسيطر على دماغك، أثبت للآخرين العكس ليس لأجلهم بل لأجل نفسك ولأجل الأشخاص الذين يؤمنون بك. 

أود أن أذكركم بأن وجودكم يثري الوجود ولولا هذا العدد الهائل من البشر لما حصلنا على هذا التنوع الثقافي والحضاري، أود أن أذكركم أيضا بأن لديكم مهارات مهمة للغاية للمساهمة في هذا العالم. لذا في المرة القادمة عندما تنشأ هذه الأصوات السلبية في رأسك ، لا تصدقها فهم يكذبون عليك ، إنها مجرد وهم تم تغذيته عن طريق جذب انتباهك ، والطريقة الوحيدة للتخلص منه هي الثقة بنفسك.


مشاركة

أضف تعليق:

0 comments: