Navigation

مواقع التواصل الإجتماعي تصنع جزءا كبيرا من الأفكار في مجتمعاتنا

في النهاية هذه تعتبر بعضا من تجاربي كمستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي ولا تعد تجربة الجميع لكنني متأكد بأنها تتشابه مع الكثير من التجارب الأخرى, ولا تنسى عندما تحاول أن تنتقد شيئا ما فيجب عليك أولا أن تتذكر بانك تهدف
مواقع التواصل الإجتماعي تصنع جزءا كبيرا من الأفكار في مجتمعاتنا

قبل أن تقرا هذا المقال لاتنسى بان الشيء الذي يجعلك أفضل من كونك إيجابيا هو ان تكون واقعيا

"إن آراء الأشخاص هي مجرد كلمات وليس بالضرورة حقائق" "إرضاء الناس غاية لا تدرك"

هذين الجملتين مهمتين جدا لاستعمالهما في معظم محادثاتك في هذا العالم وخاصة في مجتمعنا العربي تحديدا كوننا نعيش فيه, السبب في كوني أقول هذا هو أن الأشخاص في مجتمعنا تخلو عن الإنسانية بشكل كبير, فعل الاغلب ألاحظ يوما بعد يوم بأن البشر هنا لا يملكون مبادئ واضحة ويتأثرون بسرعة بأي شيء خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي, فمثلا هناك بعض القصص التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحوي على قصص خارقة حول الرومنسية أو حول خداع المجتمع ونفاقه أو شيئا كهذا.. معظم هذه القصص تلقى رواجا كبيرا وذلك لأنها خارقة ومليئة بالمثالية لكن الأشخاص يصدقونها ويتمنون الحصول عليها هذا إن كانت القصة حول شيء جيد كالحب أو النجاح مثلا أما إن كانت القصة تحتوي على أشياء سيئة كالخداع أو النفاق مثلا, فيتبناها الكثيرون على أساس أن هذه هي الصورة الحقيقية للمجتمع وبهذا أي شخص سوف يقرأ منشورا يحتوي على هذه الأشياء السيئة فستجعله يبرمج دماغه عليها, مثلا إن كان المنشور يتكلم على أن معظم أفراد المجتمع مخادعون فسيؤمن الشخص الذي يقرأ ذلك المنشور بأن مجتمعه سيء وبأنه يجب أن لا يثق به.

عندما تفكر بالأمر فستجد تفسيرا للكثير من الأمور التي تحصل هنا وهناك, والمثال البسيط هو أنك إن تابعت التفاهات التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي فستصبح بشكل تدريجي شخصا تافها, جرب المكوث طويلا في فيسبوك أو أنستغرام لمدة أسبوع وستفهم ما أقوله.

الذهاب للتفكير بأن الإنترنت تصنع جزءا كبيرا من الأفكار في أدمغتنا أمر مفروغ منه وبما أن المكوث لساعات في مواقع التواصل الاجتماعي صار أمرا معروفا عند الكثيرين فإن الخروج بنتيجة أن موقعا إجتماعيا كفيسبوك أو أنستغرام على سبيل المثال لا الحصر سيؤثران على أفكار مستخدميهم بشكل أو بآخر مفروغ منه أيضا, تخيل أن شخصا ما يتصفح فيسبوك لمدة ساعتين يوميا, ساعتين وهو يتراسل مع الاشخاص, يشاهد الأخبار يقرأ منشورات الآخرين ويناقشهم, هل سيكون من الطبيعي لشخص يجهل ماتفعله مواقع التواصل الإجتماعي أن لايتأثر بكل هاته الأحداث؟ من وجهة رأيي تأثير مواقع التواصل الإجتماعي تطال حتى العارفين بأضرارها.

حسنا من المعروف أن أغلب المنشورات التي يطرحها أصدقائك على الصفحة الرئيسية هي عبارة عن سخرية وضحك وعبارات حب, وفي كثير من الأحيان منشورات حول خداع المجتمع ونفاقه وغدر الأحباء وغيرها, إذا كان معظم الأشخاص يطرحون مثل هاته الأشياء فالاستنتاج الوحيد هو أن المجتمع لا يمكن أن يخرج عن هذه الدائرة وهذا الاحتمال قد يكون صائبا نوعا ما لأنك إن رأيت المجتمع فستجد بأنه تافه كمنشوراته لكن لماذا لا ننظر إلى الجهة الأخرى عندها سنقول بأن هنالك ايضا فئة لا باس بها تنشر محتوى لا باس به وتشجع منشوراتها على الإبداع, إذن الحل الذي يمكنك الرجوع إليه هو أن تجرب شيئا مختلفا عما كنت تقوم به, كأن تنظف الصفحة الرئيسية من الأفكار التافهة التي يتقيئها أصحابها وقم بمتابعة اشخاص يلهمونك أو صفحات جيدة أقول لك هذا لأنني أعلم بأن جملة توقف عن استخدام كذا وكذا سترسلها لسلة المحذوفات لديك.

في النهاية هذه تعتبر بعضا من تجاربي كمستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي ولا تعد تجربة الجميع لكنني متأكد بأنها تتشابه مع الكثير من التجارب الأخرى, ولا تنسى عندما تحاول أن تنتقد شيئا ما فيجب عليك أولا أن تتذكر بانك تهدف لتحسين ذلك الشيء أو تبرير العيب فيه ففي النهاية نحن نسعى لتطوير الاشياء, في الكثير من البلدان الأفكار تشترى بالملايين لذلك حاولوا احترام أفكار بعضكم البعض لا تنتقد الآخرين لأنك تعتقد بانك محق بل انتقد الآخرين لأنك تريد لهم أن يتطوروا وأن يزيلوا الأوهام من عقولهم.
مشاركة

أضف تعليق:

0 comments: