Navigation

كيف أثر كل من التغير المناخي وحركة الصفائح التكتونية على تطور الإنسان؟

تطور الإنسان, مراحل تطور الإنسان, أشياء أثرت على تطور الإنسان, تطور الإنسان عبر التاريخ, تأثير المناخ وحركة الصفائح التكتونية على تطور الإنسان, تأثير المناخ على تطور الإنسان, تأثير حركة الصفائح التكتونية على تطور الإنسان
تأثير المناخ وحركة الصفائح التكتونية على تطور الإنسان

إن ملاحظة الاختلاف بين أنواع البشر اليوم سيقودنا الى ربط ذلك باختلاف المناطق والمناخ, لذلك يمكننا الرجوع الى الوراء قليلا حيث بدأ التطور الحقيقي للبشر مرتبطا بشكل وثيق مع الحركات التكتونية التي أدت الى انقسام القارات, هذه الأخيرة أدت الى ظهور مسطحات مائية في مناطق واختفائها في مناطق اخرى كما ظهرت معالم تضاريسية جديدة مثل الجبال والهضاب مما ادى الى تغير المناخ الذي أدى بشكل حتمي الى تغير الانسان, لذلك قررت في هذا المقال ان اربط بين حركة الصفائح التكتونية وتغير المناخ ودورهما في تطور الإنسان في ذلك الوقت.

قبل 20 مليون سنة اندفع اللوح الهندي القاري باتّجاه اللوح القاري الأسيوي فرفعت هضبة التبت الى أعلى، فى فصول الصيف عملت الهضبة كمحرك حرارى ضخم يمتص أشعة الشمس وينقلها الى الغلاف الجوى مسببة تيارات حمل حرارية هائلة، ومع ارتفاعات كل هذه التيارات فإنه يتمّ امتصاصها من كل من حولها بما في ذلك الهواء الرطب القادم من المحيط الهندي والذى ينتج الرياح الموسمية الكثيفة جنوب شرق آسيا.

حركة الصفائح التكتونية الكبيرة والتغيرات المناخية حوّلت شرق أفريقيا من منطقة مسطحة نسبيًا مملوءة بالغابات إلى مناطق جبلية  مفككة مميزة بوجود واختفاء البحيرات العذبة العميقة.

هذا كان له طرف على تأثير الرطوبة بعيدًا عن قارة أفريقيا وهكذا بدأ الجفاف التدريجي في شرق أفريقيا، بمفردات التطور البشرى فإن الانعزال الذى حدث بين مناخ آسيا عن أفريقيا تزامن مع الانفصال الذى حدث بين القردة الآسيوية والقردة الأفريقية.

فى نفس توقيت تقمم هضبة التبت كانت عمليات التصدّع قد بدأت في أثيوبيا وانتقلت تدريجيا الى موزمبيق بسبب البقاع الحارة الساخنة أسفل القشرة الأرضية شمال شرق أفريقيا والتى أدت في النهاية الى تكون أودية الخسف العميقة والواسعة ترتفع عن سطح البحر بميل واحد محاطة بسلاسل جبلية من كل اتجاه يصل ارتفاعها الى أكثر من ميلَين، تشكيل أودية الخسف أثر تأثيراً دراماتيكيا في مناخ شرق افريقيا.

منعت
الجبال الهواء الرطب الواصل من المحيط الهندي أن يصل الى شرق أفريقيا, مسببا في تكوين منطقة جافة بصورة كبيرة فتغيرت الطبوغرافيا لشرق أفريقيا بصورة كاملة من مناطق مسطحة متجانسة مغطاة بغابات رطبة الى جبال وهضبات وأودية وصدوع وعميقة. وتغير الغطاء النباتي من الغابات السحابية إلى نباتات وحشائش الصحراء، مع ندرة النباتات وبُعد مصادر التغذية تغيرت الحياة في افريقيا ولم تبقى مثلما كانت من قبل .

إن كل ماذكر سابقا سيقودك للتساؤل كيف اثر المناخ وحركة الصفائح على تطور الإنسان ؟ حسنا ان الظروف القاسية التي تحولت اليها افريقيا في الفترة التي تم ذكرها في الفقرات السابقة جعلت من النباتات نادرة اضافة الى ان مصدر الغذاء اصبح بعيدا, الحيوانات هاجرة بحثا عن الطعام, الحرارة زادة و الارض اصبحت جافة, وهذا ماجعل بشرة الانسان في القارة الافريقية يبدوا بالصورة التي هو عليها حاليا, هاجر البعض من اسلافنا باتجاه اوراسيا (أوروبا-أسيا) بحثا عن مكان عيش افضل بينما بقى البعض الآخر وسط المناخ الجديد لافريقيا والذي تأثر بحركة الصفائح التكتونية كل هذه العوامل اثرت في تطور الانسان فحاليا يمكنك رؤية تنوع البشر بين مختلف البلدان ويمكن ربط هذا باختلاف المناطق والمناخ .

مع التطور الطبيعي للطبيعة الجبلية فى شرق أفريقيا وعمل عمليات التعرية - والعمليات التكتونية تكونت مجموعات من الأحواض المنفصلة، والطبيعة الجبلية المحيطة جعلت من هذه الأحواض أن تكون ذات حساسية بصورة كبيرة للتغيرات الصغيرة فى سقوط الأمطار، البروفسور مارتين تروث من جامعة بوتسدام وزملائه وجدوا أدلة جيولوجية على تكوّن البحيرات العذبة العميقة قبل حوالى 2.6, 1.8 , 1 مليون سنة، وهى تواريخ رئيسية فى التاريخ التطوري للإنسان.

أثناء هذه الفترات فان المناخ الإقليمي لشرق أفريقيا قد تغير على مدى 20.000 سنة من الجفاف الشديد الى الرطوبة الجيدة، لذا من المحتمل أن أسلافنا قد وجدو البيئة المثالية وفى الاف السنيين لاحقةٍ بدأت الدورة تعود من جديدة. انها دورة الـ 20.000 سنة والتى يسببها التغيرات التي تحدث فى دوران الارض حول الشمس والذى يتأثر بها كمية الضوء التى تصل من الشمس خلال موسم معين، في شرق أفريقيا كأن الأثر الكبير على توقيت وفترة الفصول الرطبة.

فى دراسة
حديثة نشرت فى دورية PloS ONE بواسطة سوزان سولتز من جامعة مانشستر, أدلة إحصائية تربط بين الهجرة الأولى لأنواع البشر الجديدة وكبر حجم المخ وحركة الخروج من أفريقيا الى ظهور واختفاء البحيرات العذبة العميقة.

الفترة الأكثر عمقا وأثراءًا في التاريخ التطوري البشرى هي ما قبل 1.8 مليون سنة الفترة التى سجلت فيها أعلى تنوع لأنواع أشباه البشر بما في ذلك ظهور الهومو رودوفينسس Homo rudolfensis والهومو اريكتس Homo erectus مع كبر حجم الدماع الذى وصل الى 900 سم3، وأيضًا تمثل فترة هجرة أسلافنا القدماء من شرق أفريقيا الى اوراسيا (أوروبا-أسيا). الظهور والاختفاء السريع للبحيرات العذبة سبب تغيرات بيئية عميقة فى المنطقة حدت بالأنواع الجديدة إلى مغادرة أفريقيا.

الوسوم :

#تطور_الإنسان #مراحل_تطور_الإنسان #أشياء_أثرت_على_تطور_الإنسان #تطور_الإنسان_عبر_التاريخ
مشاركة

أضف تعليق:

1 comments: